مصارحة

أماه إني أحبه 

ذاك البعيد القريب 

أماه كيف أصارحه 

وقلبه غافل لا يجيب ؟ 

خبأت له الالاف الأمنيات

الالاف من الكلمات 

لكنه قرر المغيب 

أماه ماذا أقول للعطر حين يسألني عنه ؟ 

وللربيع حين يفتقد حسنه ؟

ماذا أقول للعمر حين يطرق قلبي مشتاقا ً 

فلا يجدني قريبة منه ؟ 

أماه إني أحبه 

والحب ــ لو تعلمين ــ حياة 

فمن أنا بدونه ؟

وما فائدة الحياة ؟

خاوية على عروشها 

تعصف بها رياح الحزن 

حياتي بدونه مآساة 

:

الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان

:

رسائل من كتاب العمر

لم يبقى من ذكريات حـبنا 

سوى صور تبادلنا 

ورسائل شوق عميقة 

كانت ــ ذات يوم ــ صديقتنا

كان الحـب طفلنا الجـميل 

ربيناه على الوفاء

كبرنا ، وكبر معـنا

وحـين بلغ عتيا ً 

رحـلنا وتركناه وحـيدا ً 

 يتيما ً ...

 يبكي كلما تذكرنا

فسبحان الذي أفـرحـنا وأحـزننا 

سبحان الذي أعطانا وأحـرمنا

وأنتهت الحكاية ...

فسبحان الذي جمعـنا ــ دون ميعاد ــ ثم فـرّقـنا

:

الشاعـر / ضيف الله آل حـوفان

:

تمرد امرأة

أخبرني يا نذل

ماذا صنعت لك

لكي تقول : سأرحل ؟

ما الذنب الذي أقترفته

لكي تسقين كأس الذل ؟

لماذا تعاقبني على وفائي ؟

على صدقي فالحب

أهذا جزاء بكائي ؟

تعاملني كأني دمية بين يديك

كأني أضحوكة ، كأني طفل !

كنت لك أجمل امرأة

كنت لك حلاوة الدنيا

كنت لك العسل

كنت لك عاصمة الحب

سميتها بأسمك

وسلمتك مفتاح الأمان

وجعلتك في حياتي الكل

تبا لك يا رجل

وألف تبا لقلبي الطيب

الذي أعطاك ما لم يأخذه سواك

وفالأخير ــ قهرا ــ خُذل

:

الشاعر / ضيف الله آل حـوفان

:

أمتناع يخفي رغبة جامحة

قال لها :

سيدتي هل تسمحين

أن أراقصك ِ على هذه الأغنية ؟

ــ ومد يده لها ــ

رمقته بنظرة خجلى

كأنها الأمل المستحيل ، كأنها أمنية

أشاحت عنه وجهها

غير مهتمة ، غير مبالية

وبعد حين

قالت له : شاركني الرقصة الثانية

ــ وفي غمرة الأنسجام ــ

أقترب منها ..

وهمس لها بكلمتين

لماذا تكذبين ؟

لماذا تنكرين الأعجاب بي ، لا بالأغنية

لو لم ترقصي معي لظللت ِ

على وسادة الحسرة تبكين

:

الشاعر /  ضيف الله آل حـوفان

:

المستلقية

 

مستلقية على أريكة الصوف

ورأسها ملقى بين يديا 

كزهرة بيضاء سقطت

ــ دون ميعاد ــ بين أحـضان صبيا

ألامس خـدها 

أداعـب شفتيها

أتأمل عينيها

وألعـب بشعـرها الغجـريا

ضاحكة هي ..

متمتمة بكلام عشق إيـقاعه سحـريا 

تنظر لي ــ نظرة خجـولة ــ وتسألني

أحـقا أنت تحـبني ؟

أصحـيح أني جـميلة ؟

أمعـقول ما قـلته عني ؟

أصدقـني القول أأنت معجـب فـيا ؟

فما أجـمل الحـب 

حـين يحـمل العـفوية

حـين يمتزج بالصراحة 

حـين يرسمه الوفاء 

فعـند ذلك يكون حـبا ً حـقيقيا

:

الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان

:

حزين على قارعة طريق الوطن

 

وأشتاق 

لليل ، للحلم ، للصمت

ويهرب الوقت 

من ساعة اللقاء ...

وتدنو الثواني من الموت

كانت حياة الغربة مؤلمة

والفرح أصابه الحزن

لا هو نام ولا أراح الكبت 

فكلما سألته : أين كنت ؟

تثاوب ــ كذبا ــ وقال : نمت

وتظل قلوبنا ساهرة ، مشتاقة 

كأنما الحياة ورقة خريف

داست عليها أقدام الوجع

والحب نبت

أصفرّ ، ذبل ، تكسر

ومن خلف الباب تنظر بنت

تعض شفاة الصبر 

وتسأل الحلم : من أنت ؟

وأنا لا أنا أدري من أنا

ولا يدري عني الأمل

أكنت حي أم أني مت

وأشتاق 

وأشتاق

وما فائدة الشوق ؟

والشوق كان محطما ً

وعلى قارعة طريق الوطن ــ أنا ــ كنت 

:

الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان

:

قصيدة ودمعة وحب

أقـترب الفراق

وحان موعـد السفـر

فالقـلب ألف أمنية

وفالعـين دمعة سابحة

والحـزن فالروح أستقـر

كأن الدنيا حـلقة خاتم

ضاقـت ..

والقدر آه من القدر

سوط قاسي 

يجـلد ظهر الصبر

الجلاد ليل صامت 

دماء الألم نازفة

والشوق قـصيدة تحـتضر 

كلماتها نائحة 

على حـروف الحـب 

والذكريات كلما

صرخ سطر بكاه سطر 

وأنت ِ يا حـبيبة العـمر

كل العـمر

سامية الصدق جعـلت الحـياة

في عيني قـنديل أخـضر

حـبها نعـمة من السماء

وعلى قـلبي بركة ..

وشوقها أجـمل ما حـصل

ووجـودها ــ في حـياتي ــ أروع خـبر

يا زمان الرحـيل هيت لك

كيف ــ بعـد الأجـتماع ــ تعـلن الفراق

وأنا من طعـم البقاء لم أشبع ؟

كيف ؟

والحـب مازال طفـل بريء

غارق في أحلام المضجع

وفي ضحكاته يسكر

مازال ــ رغم بلوغه الثلاثين ــ مراهق

خـلف جـمال من أحـب يركض

كأنه يلحـق بنجـمة تسحـر

صعـب على الإنسان فـراق حـبيبه

كطلوع الروح من جـسد البشر

قـدرت على تحـمل التعـب

قـدرت على الصبر على الوجع

ولكن على فـراقـك ِ ــ يا ملاكي ــ لا أقـدر 

:

الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان

:

تعريف بسيط للحب

من قال لك ِ

أن الحـب يأتي على عـربة تجـرها الملائكة

أو قطعة حـلوى يتقاسمها الأطفال في ليلة العـيد

الحـب أصدق وأعمق من ذلك

*  *

من قال لك ِ

أنه قـنديل لا يطفئ أبدا

أو عقد من اللؤلؤ يزين عـنقـك ِ

تتباهين به أمام صديقاتك ِ

وأنه يملك أخلاق 

وأعصاب من فـولاذ

وحـلم وسكينة

الحـب أعنف وأقـوى من ذلك

*  *

من قال لك ِ

أنه يأتي أليك ِ على حـصان أبيض

في يده اليمنى وردة

وفي اليسرى مهرك ِالثمين

ومن ثيابه تفوح عطور باريس

الحـب أرقى وأنقى من ذلك

*  *

من قال لك ِ

 

من قال لك ِ

فلا أنا ولا أنت ِ نستطيع 

قـول شي أمام حـضوره الفخم 

بل هو يقول ويفعـل ما يشاء ..

ولا نملك إلا السمع والطاعة 

 

:

الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان

صوتك ِ أشد من الفتنة

استيقظت .. 

 
وبي رغـبة ملحة لسماع صوتك ِ

 
كي يكون صباحي بك ِ أغنية حـب

 
اشتقت لأنفاسك ِ

 
حـين تتحـدثين معي فيفوح عطرها

 
فأظل صامت لا أفقه شيئا ً

 
اشتقت كثيرا لمناديل الحـرير / خـدك ِ

 
لفاكهة التوت / شفتاك ِ

 
ومصباح عمري / عيناك ِ

 
أتريدين الحـقيقة يا فـرسي الأصيلة

 
ــ يا من صهيلها من ذهب ــ

 
ــ حافـر حـبها يدق في أعماق قـلبي ــ

 
ــ قـبلاتها تمطر المن والسلوى والسكر الحـلوى ــ

 
ــ ابتسامتها تزرع الغـيرة في النساء ــ

 
اشتقت لك ِ ..

 
من رأسك ِ حـتى أخـمص قـدميك ِ

/

الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان

: